صحف إيران:

جدل وساطة روسيا.. ونفاد صبر الغرب من "النووي" الإيراني.. و"تفجير" المجتمع بقانون الحجاب

لا يزال خبر محاولات روسيا التوسط بين إيران والولايات المتحدة الأميركية حول الملف النووي ودور طهران الإقليمي خبرا ساخنا في الإعلام والصحف اليومية الإيرانية، إذ إنه جاء مفاجئا وسط أجواء من التشدد في المواقف الإيرانية الرافضة للمفاوضات مع إدارة دونالد ترامب.

ورأت صحف إصلاحية أن على النظام في إيران أن يستغل فرصة التقارب الحاصل بين روسيا وترامب لسد الفجوة والشرخ المتزايد بين طهران وواشنطن، مشددة في الوقت نفسه على ضرورة أن تحذر طهران من المزالق المحتملة في هذه الوساطة الروسية.

لكن الصحف الأصولية أكدت أنه إلى الآن فإن الموضوع يبقى مجرد خبر، وأن المسؤولين في إيران التزموا الصمت حيال هذا الأمر، لكنها أبرزت اليوم الخميس 6 مارس (آذار) تصريحات المتحدث باسم الأمن القومي الأميركي، الذي نفى وجود مثل هذه المبادرات والوساطة بين طهران وواشنطن.

صحيفة "كيهان" هاجمت الإصلاحيين الذين "طاروا من الفرح" بهذا الخبر، وقالت إن هذا التسارع في الابتهاج وسط كل هذا الغموض والتوتر يكشف أن غرام الإصلاحيين بالغرب لا نهاية له، حسب ما جاء في الصحيفة.

من الملفات الأخرى التي اهتمت بها بعض الصحف مثل صحيفة "شرق" البيان الصادر عن الولايات المتحدة الأميركية وكل من بريطانيا وفرنسا وألمانيا حول برنامج إيران النووي، حيث طالب البيان مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية بأن يكون مستعدا للإبلاغ عن انتهاكات النظام الإيراني وامتناعه عن التعاون مع الوكالة. وأعلنت الدول الأربع في بيان مشترك من أن صبرها على البرنامج النووي الإيراني "ليس بلا حدود".

والآن يمكن قراءة المزيد من التفاصيل في الصحف التالية:

"هم ميهن": روسيا قد تكون هي السبب في إبعاد ظريف من الحكومة

حذرت صحيفة "هم ميهن" الإصلاحية من العواقب السيئة لرفض إيران مبادرات الوساطة التي كشفت عنها روسيا لتذليل الصعوبات بين طهران وواشنطن، وقالت إن استمرار غموض الموقف الإيراني حيال الوساطة الروسية سيعزز من احتمالية أن تميل موسكو إلى أميركا وإسرائيل والوقوف ضد طهران، بعد أن تضمن لها امتيازات في الملف الأوكراني.

كما أكدت الصحيفة أن الموافقة على الوساطة الروسية أيضا يتطلب من إيران تغيير شكل الاصطفاف السياسي في الداخل، وإقصاء التيار المتشدد من صناعة القرار، وهو أمر يبدو بالغ الصعوبة ولا يمكن أن يتحقق بصمت وهدوء.

وأوضح كاتب الصحيفة أحمد زيد آبادي أن النظرة السائدة في إيران تجاه روسيا هي نظرة شك وعدم ثقة، وفي السنوات الأخيرة بدأ اعتقاد يسود في أن روسيا تتآمر على إيران، وأنها العامل الرئيسي في النزاع بين طهران والغرب، لأن جعل إيران في عزلة وتحت رحمة العقوبات الغربية يخدم روسيا، لهذا فإنها تعرقل كل أشكال المفاوضات والمصالحة بين طهران والعواصم الغربية.

وذكر الكاتب أن البعض يذهب إلى أن إبعاد محمد جواد ظريف من الحكومة، والمعروف بمواقفه المنتقدة لروسيا واتهامها بعرقلة مسار السلام بين طهران والغرب، قد يكون بسبب زيارة لافروف إلى إيران قبل أيام قليلة، وأن الوزير الروسي قد يكون هو من طلب عزل ظريف وإبعاده من الحكومة كشرط للوساطة بين إيران والولايات المتحدة.

"جام جم": الوساطات بين إيران وأميركا ستفشل لأن جدار عدم الثقة بين الطرفين عال جدا

أشارت صحيفة "جام جم"، التابعة لمؤسسة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية، إلى التقارير حول وساطة روسية بين طهران وواشنطن، وأكدت أن مثل هذه المبادرات ستمنى بالفشل، ولن تكون لها نتيجة لأن "جدار عدم الثقة أعلى بكثير من الوساطات" التي يحاول البعض القيام بها، حسب ما ذكرت الصحيفة.

الصحيفة أشارت إلى فشل الوساطات في السنوات القليلة الماضية، وذلك لغياب الثقة بين إيران والولايات المتحدة، متهمة واشنطن بالتسبب في هذه الحالة، وقالت: في عهد بايدن أيضا كانت هناك بعض المحاولات الرامية إلى الوساطة لكنها لم تصل سوى إلى تفاهمات محدودة، مثل الاتفاق على تحرير أموال إيران المجمدة في تركيا ونقلها إلى قطر بعد إفراج إيران عن ثلاثة "جواسيس" أميركيين، لكن أميركا لم تظهر حسن نية في هذا التفاهم المحدود، وانقلبت عليه من خلال منع قطر من تسديد أموال إيران لديها.

وأشارت الصحيفة إلى مطالب المرشد علي خامنئي قبل أيام من أمير قطر رد الأموال الإيرانية لدى الدوحة، وقالت إن هذه المطالبة الإيرانية تكشف هذا المسار المتعكر في العلاقة بين إيران وأميركا.

ولفتت الصحيفة أن الوساطات لن تنجح إلا إذا أزيلت الضغوط المفروضة على إيران، وتم بناء ثقة جديدة بين الطرفين، موضحة أن انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي وممارسة سياسة الضغوط القصوى والمطالبات المتزايد في قضايا خارجة عن الاتفاق النووي هي عوامل دفعت طهران لرفض المفاوضات مع أميركا حتى الآن.

"خراسان": تطبيق قانون الحجاب قد يفجر النيران الكامنة

في شأن داخلي نصحت صحيفة "خراسان الأصولية النظام في إيران بعدم الوقوع في خطأ وتنفيذ قانون "الحجاب" الذي يصر عليه بعض النواب المتشددين في البرلمان، وقالت إن العقل السليم يوجب على أي بلد يواجه هذا الكم الهائل من الجروح الاقتصادية والاجتماعية أن لا يركن إلى قرارات قد تفجر الوضع وتزيد الطين بلة.

وأوضحت الصحيفة أن الضغوط الاقتصادية المتراكمة جعلت مستوى تحمل الشعب منخفضا جدا، وأن أي إجراء من هذا القبيل قد يكون شرارة تفجر النيران الكامنة، ولا يمكن التكهن بتبعات مثل هذه الأحداث.

كما قالت الصحيفة إن الأعداء في الخارج أيضا يتربصون بإيران، ويعملون على استغلال أي توتر اجتماعي لتحقيق أهدافهم ومآربهم المشؤومة.