صحيفة تابعة للحرس الثوري الإيراني: رسالة ترامب إلى المرشد خامنئي ستبقى دون رد
أشارت صحيفة "جوان"، التابعة للحرس الثوري الإيراني، إلى الرسالة التي بعث بها الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى علي خامنئي، ووصفتها بأنها جزء من الاستراتيجية الدعائية الأميركية لـ"ممارسة مزيد من الضغوط على إيران".
وجاء في المقال: "ترامب ينوي استهداف المنشآت النووية الإيرانية. هذه الرسالة جاءت بعد مناورة تحاكي هجومًا على إيران، وتهدف إلى إظهار أنه استنفد جميع الوسائل الدبلوماسية قبل اللجوء إلى الخيار العسكري، وذلك لتبرير موقفه أمام الإيرانيين المؤيدين للمفاوضات، وكذلك لتوفير غطاء دولي لتحركه".
وفيما يتعلق بردّ إيران، كتبت الصحيفة: "يمكن التنبؤ بردّ إيران بناءً على نهجها السياسي، وحتى لو سُمِح للرسالة بالوصول إلى وجهتها، فلن يتم الردّ عليها".
وكان وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، قد صرح بأن طهران لن تدخل في مفاوضات مباشرة مع الولايات المتحدة، في ظل سياسة الضغوط القصوى التي يتبعها الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، لكنها ستواصل الحوار مع أوروبا وروسيا والصين.
يذكر أن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، كان قد أعلن في مقابلة مع قناة "فوكس بيزنس"، يوم الخميس 6 مارس (آذار)، أنه أرسل رسالة إلى المرشد الإيراني، علي خامنئي، وحذره فيها من أنه إما أن يدخل في مفاوضات أو يواجه إجراءات عسكرية.
وأشار ترامب إلى تفضيله التوصل إلى اتفاق مع إيران، قائلاً: "لست متأكدًا من أن الجميع يتفق معي، لكن يمكننا تحقيق اتفاق جيد كما لو أننا انتصرنا عسكريًا. حان الوقت الآن، وبأي طريقة، سيحدث شيء ما".
وحول محتوى الرسالة التي أرسلها إلى خامنئي، قال ترامب: "قلت إنني آمل أن يتفاوضوا، لأن هذا سيكون أفضل بكثير لإيران".
وأجاب عباس عراقجي، في مقابلة مع وكالة "فرانس برس" نُشرت يوم الجمعة 7 مارس، عن سؤال حول استعداد إيران لاستئناف المفاوضات النووية مع الولايات المتحدة، قائلًا: "طالما استمرت الحكومة الأميركية في سياسة الضغوط القصوى والتهديد، فلن ندخل في مفاوضات مباشرة معهم. لكن هذا لا يعني أننا لن نتفاوض حول برنامجنا النووي. نحن نتفاوض مع الدول الأوروبية الثلاث (فرنسا وألمانيا وبريطانيا)، وروسيا والصين، الأعضاء في الاتفاق النووي، وسيستمر هذا الحوار".
وأضاف: "إذا كانت الولايات المتحدة تنوي العودة إلى اتفاق نووي جديد، فعليها أن تحترم شروط التفاوض العادل والمنصف. لقد أثبتنا أننا لا نستسلم للضغوط والتهديدات، لكننا سنرد بلغة الاحترام والكرامة".
وكان عراقجي يتحدث من مقر القنصلية الإيرانية في جدة، حيث شارك في الاجتماع الطارئ العشرين لوزراء خارجية دول منظمة التعاون الإسلامي.
ووصف عراقجي البرنامج النووي الإيراني بأنه سلمي، وقال إنه "لا يمكن تدميره من خلال هجوم عسكري".
وأضاف: "لا يمكن تدمير البرنامج النووي الإيراني عبر عمليات عسكرية. أولًا، لأن هذه التكنولوجيا هي معرفة محلية موجودة في عقول علمائنا ولا يمكن قصفها. ثانيًا، لأن المنشآت النووية الإيرانية منتشرة في جميع أنحاء البلاد ومحمية جيدًا. ثالثًا، لأن إيران لديها القدرة على الرد بحزم وبشكل متناسب. إسرائيل ودول المنطقة الأخرى تعلم جيدًا أن أي عمل ضد إيران سيواجه برد مماثل".
وقال وزير الخارجية الإيراني: "إذا كانت إسرائيل أو أي دولة أخرى واثقة من أنها يمكن أن تحقق أهدافها عبر هجوم عسكري، لكانت فعلت ذلك بالفعل. لكن هذا غير ممكن. تهديد الحرب ضد إيران ليس سوى شعار، وتنفيذه يمكن أن يشعل حريقًا كبيرًا في المنطقة."
وتابع عراقجي: "إذا تم شن هجوم على إيران، فقد يتحول إلى حريق واسع في المنطقة؛ ليس لأننا نريد ذلك، بل لأن هذا ما تريده إسرائيل. إسرائيل تريد جر دول أخرى في المنطقة إلى الحرب. إسرائيل تريد جر أميركا إلى الحرب. هذه خطة إسرائيلية لجر أميركا إلى الحرب، في حين أن أميركا ستكون عرضة للخطر إذا دخلت في مثل هذه الحرب، وهم يعرفون ذلك جيدًا".
وأضاف عراقجي: "أعتقد أن إسرائيل وأميركا والآخرين يدركون تمامًا قدراتنا. لذلك، إذا كان العقل هو الحاكم، فلا ينبغي حتى السماح بتهديد إيران، ناهيك عن شن هجوم عسكري حقيقي".
الرد على اتهامات تركيا
في سياق متصل، أجاب عراقجي عن أسئلة حول مواقف إيران تجاه تركيا وسوريا بعد الإطاحة بنظام بشار الأسد في سوريا.
وردًا على اتهامات تركيا باستخدام إيران ميليشيات لزعزعة استقرار دول أخرى، قال عراقجي: "لا شك في أن تطورات سوريا تأثرت بتدخل تركيا وبعض الدول الأخرى. المشاكل الحالية، بما في ذلك الاحتلال الإسرائيلي الواسع للأراضي السورية وتدمير البنية التحتية الدفاعية والعلمية للبلاد، هي نتيجة تدخلاتهم. لكن هذا لا يعني أننا في خلاف مع تركيا؛ سنواصل علاقاتنا الودية والمشاورات الإقليمية".
وتحدث عراقجي أيضًا عن علاقات إيران مع الحكومة السورية الجديدة، قائلًا: "هناك العديد من الجماعات غير القانونية في سوريا، بعضها لا يزال مدرجًا في قائمة المنظمات الإرهابية التابعة للأمم المتحدة. سياسة إيران واضحة تمامًا؛ نحن نريد الاستقرار والسلام في سوريا، والحفاظ على وحدة أراضيها، ومنع تقسيمها. نحن ضد الاحتلال الأجنبي وندعم تشكيل حكومة شعبية شاملة في سوريا".
وأضاف أن "إيران تلعب حاليًا دور المراقب فقط في تطورات سوريا، وليس لديها اتصال مع الحكومة الحالية. ومع ذلك، نأمل أن تتجه التطورات في سوريا نحو تشكيل حكومة شعبية وقانونية، وأن تعود الجماعات غير القانونية التي كانت سببًا في زعزعة الاستقرار إلى حكم القانون".